تعريف داء السكري
داء السكري هو مجموعة من الاضطرابات الاستقلابيَّة تتمثّل بارتفاع مستويات سكر الدّم بشكلٍ مزمن Hyperglycemia، وتكون ناتجة إمّا عن اضطراب في إفراز الأنسولين أو عمله أو كليهما معاً.
يُعد داء السكري مشكلة صحية خطيرة عالمياً وتتزايد بشكلٍ مستمر، قدّرت منظمة الصّحة العالمية WHO عدد المرضى في عام 2015 م بـ 415 مليون مصاب وربَّما يرتفع العدد إلى 642 مليون مصاب في عام 2040.
يبلغ معدل انتشاره حالياً بنسبة 13.7% في بلدان الشّرق الأوسط و7.1% في المنطقة الإفريقية، وقد يُعزى ارتفاع معدلات الإصابة إلى النّمو السّكاني المتزايد، انتشار البدانة وممارسة العادات اليومية الخاطئة مثل التّدخين وقلة النّشاط البدني.
ويُكبِّد DM المرضى والنّظم الصّحية تكاليف سنوية باهظة حيث تبلغ نسبة التّكاليف سنوياً 827 مليار دولار أمريكي حسب إحصائيات WHO لعام 2016 م. [1]
https://apps.who.int/iris/handle/10665/204871
صنّفت جمعية داء السكري الأمريكية ADA في عام 1997 داء السكري لعدَّة أنماط:
- النّمط الأول Diabetes Mellitus Type 1
يدعى بالنّمط المناعي الذّاتي، يُصيب المرض أيَّ عمر إلّا أنَّه يبدأ عادةً منذ الطّفولة وهو معروف تقليدياً بسكري الأطفال. - النّمط الثاني Diabetes Mellitus Type 2
يُعد هذا النمط غير المعتمد على الأنسولين الشّكل الأكثر شيوعاً، والذي يمثّل%90 من جميع الحالات، يعاني معظم المرضى في هذا النّمط من مقاومة الأنسولين الناتجة عن البدانة، حيث أنّ توزّع الشُّحوم يكون مركزياً عادةً (في منطقة البطن). - الداء السكري الحملي Gestational Diabetes Mellitus
يحدث في حوالي %5 من حالات الحمل، ويُعد حالياً من أكثر المضاعفات الطّبية شيوعاً في فترة الحمل كما أنّ انتشاره يزداد بزيادة الوزن لدى الأمهات وفي عدّة حالات أخرى منها التقدُّم بالعمر عند الإنجاب، التّاريخ السّابق للإصابة، التّاريخ العائلي للإصابة بـ DMT2. - أنواع أخرى Other Specific Types
تتضمّن هذه المجموعة الأشخاص الذين يعانون من عيوب وراثية في وظيفة خلايا ß، أو يعانون من عيوب في عمل هرمون الأنسولين، الأشخاص المصابون بأمراض البنكرياس الإفرازي مثل التهاب البنكرياس أو التّليف الكيسي أو الذين يعانون من اعتلالات الغدد الصّماء مثل ضخامة الأطراف، أو خلل البنكرياس النّاجم عن الأدوية أو المواد الكيميائية او الالتهابات.
اعراض داء السكري
تعتمد اعراضه على نسبة ارتفاع السكر في الدم، ونذكر منها
الشعور بالعطش، البوال المتكرر، فقدان الوزن، الشعور بالتعب والوهن، رؤية ضبابية، وجود قروج بطيئة الشفاء، الإصابة بالكثير من الالتهابات منها التهابات اللثة والجلد والمهبل.[2]
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
تشخيص داء السكري
يتم تشخيصه من خلال عدّة تحاليل مخبريّة تم تحديدها من قبل ADA وهي:
- اختبار غلوكوز الدّم الصِّيامي Fasting Blood Glucose Test
نجري هذا الاختبار على المصل أو البلازما بعد مُدَّة صيام 8 ساعات على الأقل، ويتم التشخيص عندما يكون غلوكوز البلازما للدم الوريدي ( mg/dL126≤ ) في اختبارين منفصلين. - اختبار غلوكوز الدّم العشوائي Random Blood Glucose Test
نجري هذا الفحص في أي وقت من اليوم، وُيُعد الشّخص مصاباً بالسكري عندما يكون غلوكوز الدّم الوريدي ( mg/dL200 ≤ ) مع وجود الاعراض التّقليدية مثل :العطش وكثرة التّبول. - اختبار تحمُّل الغلوكوز الفموي Oral Glucose Tolerance Test
لا يُعد اختبار تحمُّل الغلوكوز اختباراً روتينياً، حيث يطلبه الطبيب فقط في الحالات المشكوك بتشخيصها لدى المرضى صغيري السّن أو لدى النّساء الحوامل.
نقيس مستوى غلوكوز الدّم الصّيامي، ثم نعطي المريض سائلاً سكرياً (g 75 من الغلوكوز محلول في الماء) عن طريق الفم، ونختبر مستويات سكر الدّم دورياً كل نصف ساعة لمُدَّة ساعتين.
فإذا كان مستوى غلوكوز الصِّيامي ( mg/dL126≤ )، وكان مستوى الغلوكوز في الدّم بعد ساعتين من الاختبار (mg/dL200≤) عندئذٍ تُشخّص الإصابة بالداء السكري. - اختبار الخضاب السكري Glycated Hemoglobin
HbA1c هو خضاب الدّم المرتبط بشكل غير أنزيمي مع الشّكل المرجع للغلوكوز بشكل كيتو أمين في الكريات الحمراء، ويمثل ذاكرة الغلوكوز في الدّم ويعطي تصوراً لحالته خلال شهرين أو ثلاثة أشهر سابقة للاختبار فهو يتعلق بـ:
• تركيز الغلوكوز في الدم، فكلَّما كانت مستويات السُّكر في الدّم مرتفعة كانت نسبة الخضاب السكري مرتفعة عن تركيزها الطّبيعية.
• حالة الكريات الحمراء لدى المريض.
وتُشخّص الإصابة عندما يكون مستوى HbA1c أكبر أو يساوي 6.5% في اختبارين منفصلين.[3]
https://diabetes.org/about-diabetes/diagnosis
مضاعفات داء السكري
يعتمد ظهور المضاعفات لدى المرضى المصابين بداء السّكري على مدى السَّيطرة على مستوى غلوكوز الدّم، والالتزام بالحمية الغذائية وتعديل العادات اليومية، وطرائق العلاج المتّبعة.
وتسبب هذه المضاعفات التّلف التّدريجي البطيء لأنسجة الجسم المختلفة بسبب زيادة الشّدة التّأكسدية Oxidative stress، النّاجم عن الارتفاع المزمن للغلوكوز في الدّم، الذي بدوره يسبِّب تلف الأوعية الدّموية فتُقسم المضاعفات إلى مضاعفات ناجمة عن أذيَّة الأوعية الدّقيقة وأخرى ناجمة عن أذيَّة الأوعية الكبيرة.[4]
مضاعفات الأوعية الدّقيقة Complications Microvascular
- اعتلال الأعصاب السّكري Diabetic Neuropathy
من أكثر المضاعفات شيوعاً لدى مرضى داء السّكري، ويصيب خاصةً أعصاب القدم والذّراع وينتج عنها الشُّعور بالخدر والألم وفقدان الحركة وربَّما البتر، حيث أنّ ارتفاع غلوكوز الدّم يفعِّل مسارات كيميائيَّة حيويَّة تكون المسؤولة عن حدوث أذيَّة عصبيّة. - اعتلال الشّبكية السكري Diabetic Retinopathy
من أكثر المضاعفات المزمنة التي تحدث بشكلٍ متكرر لدى مرضى DMT1 وقد تؤدّي لفقدان البصر. - اعتلال الكلّية السّكري Diabetes Nephropathy
هو متلازمة سريرية تتصف بارتفاع تدريجي في معدّل إفراغ الألبومين في البول Urine albumin excretion (UAE)، وارتفاع التّوتر الشّرياني، وقد يتطور إلى فشل كلوي End stage of renal disease (ESRD).
مضاعفات الأوعية الكبيرة Macrovascular Complications
إنّ الآلية المرضيّة الأساسيّة لحدوث مضاعفات الأوعية الكبيرة هي عملية التّصلُّب الشّرياني الذي يؤدّي لحدوث تضيُّق في جدران الشّرايين. هذه العملية ناتجة عن التهاب مزمن وأذيَّة وعائيّة في جدران الشّرايين التّاجية والدّماغية والطَّرفية وتشمل:
- الأمراض القلبيّة التّاجيّة Coronary heart Disease
- الأمراض الوعائيّة الدّماغيّة Cerebrovascular disease
- الأمراض الوعائيّة المحيطيّة Peripheral artery disease.
المراجع
[1]- https://apps.who.int/iris/handle/10665/204871
[2]- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
[3]- https://diabetes.org/about-diabetes/diagnosis
[4]- https://www.hindawi.com/journals/jdr/2015/189525/